لمحة من ذكرى رجل القومية القدوة في زمن العنصرية البغيضة

بقلم/ الطيب الصاوي ابو عمر الجبلابي

(محامي – باحث في التراث الشعبي)

الواعي ما بوصو ..

من امس الضحى توري ابو زنود ساقو..أسد الكداد  يا مقنع ولياتو ..

التاريخ يسجل في صفحات بيضاء بمداد من نور تاريخ وبطولات وفراسة القامة شيخ السودان والسودانيين وشيخ الحلاوين النافي والزاهد في القبلية والعنصرية امام الجهاد الحقيقي في وجه المستعمر عبد القادر امام ودحبوبة عليه رحمة الله ومغفرته فخر القومية السودانية والسودانيين واهلنا الحلاوين.. سجل تاريخا للجهاد والشجاعة والوطنية في وجه الاستعمار الانجليزي ولكن تاريخ هذا الفارس ورمز القومية يجب ان يدرس في أعرق الجامعات العالمية كمؤسس للقومية في السودان.. أسد الجزيرة مقنع ولياتوا ما ادخل الاغراب على الوليات وشردهن ونزحهن من بيوتهن فهو من يستحق الغناء والرثاء،  ذلك  ابو أمنه مقنع الكاشفات وقشاش دمع الوليات بصوت الكروان وابن حلة عباس الشيخ بادي محمد الطيب عليه رحمة الله، فقد غرد باشعار رقية بنت امام اخت بطلنا ود حبوبة عليها رحمة الله..

الواعي ما بوصوا من امس الضحى توري ابو زنود ساقوا يامقنع ولياتو..

نعم ود حبوب عرف سياسة الانجليز فرق تسد من زمن بعد لذلك كان واعي بالمخطط الانجليز لذلك قالت رقية الواعي ما بوصو من امس الضحى توري ابو زنود ساقوا شبهته بالتور ابو زنود كناية عن القوة والشجاعه..  التور البنطح القنطور.. وفي موضع اخر قالت الالاف درجن تلبا نجيض ما جني البجرجر في الصقير حدي قالت فيها تور بقر الجواميس الرقادن لخ.. قرنك بفتح الهامة وبمرق المخ..  ساقوه أي  اعتقلوه الانجليز في وقت الضحى وقت الضحى لانه فيه رمزية لركعات الضحى، ولاتروح في ذلك  ففارسنا كان صواما قواما وفي المشنقة كان محتضن المصحف..

يا مقنع ولياتو ود حبوبة مقنع الوليات السودانيات وعشا البيتات ودرقة للوليات امام الاستعمار.. قالت رقية غنيت وجبت نمات – والنمة هي من الدوبيت –  بجر القول عليك يا مقنع الكاشفات ..لم  تقل مشرد الوليات بين الدول بل قالت مقنع الكاشفات أسد الخلاء الحجر اليويات شبهته بالاسد في جامع القوة والفراسة في كل حجر منع مثل التمساح العشاري الحجر مشارع العوم.. ود حبوبة حجر اليويات اليوي نوع من الأشجار يعني منع الانجليز من الدخول عن موقع اليويات وايضا في موقع اخر شبهته بالاسد.. وقالت بتريد اللطام أسد الكداد إلزام شقيت البلد من اليمن للشام سيفك للفقر قلام.. الإعلان طلع واتلمن المخلوق بي عيني بشوف ابو رسوة طامح فوق.. ابرسوة هو الأسد والكداد هو نوع من الأشجار ذات الشوك الطاعن.. ومن التراث جريتوا جري السواد كسرتوا شوك الكداد قايلنوا قصب البلاد.. وهذا حالنا اليوم نفخت ورل ..وقالت رقية طامع فوق شبهته بالنيل الطامح كما هو حال الأزرق الدفاق هذه الأيام قالت ساقوك للشنق يا ابو أمنه حوبتك جات وهو ماشي على الشنق واخته فارسه بتشجع وقالت سجل تاريخ للسودانيات والحلاويات وذكرته بامنه بنته.. يا ابو أمنه حوبتك جات حوبة الركزة والسمته والشجاعة التي تغيظ العدو الانجليزي قالت ساقوك للشنق يا ابو أمنه حوبتك جات وهناك  قالت لو كان بالمراد واليمن محقوق ما كان بتشنق ود ابوكريق في السوق وفي رواية لو كان بالمراد واليمين مطلوق ما كان بتشنق ود ابوكريق في السوق وابوكريق هو التمساح العشاري العلي ضهرو الخبوب والطين قالت امك ولدتك ما ولدتم اتنين تسلم لي يا تلبي البكيل العين حالف يمين ما بكون بين البين دقيت الجسر لي متعة الحين التلب هو الجرك الطاعن في السن التلب البشيل فوق الدبر ( الدبر هو الجرح الذي يكون في موضع الشديد او الحاوية او المخلوفة ) كناية عن الصبر وقوة التحمل ).. ود دكين قال التلب اللزوم ماك حاشي الاف زي حملتي تشيلها تقدل ماشي ما داب قبيلتك نحن بيك نفاشي اي نحن بيك نفتخر والبكين العين يعني يملاء العين فراسة وكرم وقومية وعندنا النساء في السودان يقلنا ( دقر يا عين ) واهلنا يقولوا العين ما بملاها الا التراب لكن شيخنا وامامنا ود حبوبة كال العين لامن دفقت من القومية والوطنية والإيمان بالقضية ونصرة الدين فاستشهاده كان بمثابة جسر العبور للحرية والاستقلال والقومية والانعتاق لنا من الاستعمار والنظرة القبلية والعنصرية الضيقة ولقد اضعنا هذا الارث اليوم بالعنصرية والقبلية النتنة ود حبوبة سطر القومية ولم يربط اسمه بقبيلة وعندما سأله القاضي الانجليزي ما اسمك قال عبد القادر امام ود حبوبة قال انت طبعا من قبيلة الحلاوين لم ينحنِ ويزهو بالانتماء القبلي.. قال الرجال الشجعان الذي التقيت بهم في بربر وكرري ولا يمثلون الا شعب السودان كله اي قومية هذه واي فخر هذا ثم قال القاضي اقتلت المفتش والمامور قال كما قتلتم انتم الألوف من ابناء هذه الأمة اي شموخ هذا يا ود حبوبة حتى الثأر قومي امك ولدتك ما ولدتم اتنين تسلم لي يا التلب البكيل العين والله تفخر حواء السودان انها أنجبت ود حبوبة المعطون في القومية والزاهد في القبيلة هذا هو التاريخ يسجل للرجال والاعلام الشجاعة والقومية شجاعة الأسود (ما نفخت الورل) لله درك يا شيخنا وامامنا ود حبوبة فالندرس اجيالنا هذا التاريخ الناصع من البطولات وتحكي الحبوبات للأجيال هذه الفرسة والضكرة الحقة   والله يا ود حبوبة دربك زلق واتعبت دعاة الوطنية والقومية الذين لا يساون شسع نعالك الرحمة والمغفرة لفارس السودان وفخر القومية الشيخ عبد القادر امام ودحبوبة عليه رحمة الله ومغفرته والى ان القاكم في سيرة ود حبوبة ان كان في العمر بقية اترككم في رعاية الله وحفظه..